تعتبر الزكاة مورد اقتصادي هام يجب العمل به في تنظيم الموارد المالية وطرق إنفاقها، وتتميز الزكاة بأا أحد الإيرادات العامة للدولة ومن خصائصها اتساع ونمو حصيلتها وتنوع وعائها، وتعتبر الدولة هي المسؤولة عن الزكاة جباية وصرفا، فقد كان في السابق هذا الأمر متروكا للمواطنين أنفسهم بسبب التوزيع الفردي للزكاة، وهو ما دفع إلى إنشاء صناديق للزكاة، ومع إنشاء هذه الصناديق في الدول الإسلامية التي أصبحت أداة فعالة في عملية التنمية من خلال الدور الكبير الذي تؤديه في إعادة توزيع الثروة والدخل ومحاربة الاكتناز وتشجيع الاستثمار والتخفيف من مشاكل البطالة وذلك من خلال دعم استثمار أموال الزكاة في مختلف أنواع المشاريع التي تساهم في التنمية، حيث أن منح صندوق الزكاة للأموال من أجل الاستثمار له دور كبير في تحقيق أبعاد التنمية المستدامة، فقد اكتسبت التنمية المستدامة أهمية كبيرة على الصعيد العالمي، خصوصاً مع انعقاد قمة البيئة والتنمية في البرازيل عام 1992 ، والتي نتج عنها جدول أعمال القرن الحادي والعشرين، والذي يشكل خطة عالمية لتحقيق التنمية المستدامة وتأسيس لجنة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. ولإبراز الدور الذي تؤديه صناديق الزكاة في تحقيق مختلف أبعاد التنمية المستدامة تمت دراسة حالة صندوق الزكاة لولاية بسكرة وذلك بالوقوف على أهم المشاريع التي تم تمويلها من طرف الصندوق عن طريق القرض الحسن والتي لها أثرها الاقتصادي والاجتماعي والبيئي. إن حصيلة الزكاة والمشاريع الممولة من طرف صندوق الزكاة لولاية بسكرة تعتمد على البعد الاجتماعي كهدف أساسي في التنمية، يليه البعد البيئي والتكنولوجي، ولم يتم اعتماد البعد الاقتصادي كهدف أساسي في التنمية المستدامة، وعليه لابد من قيام صندوق الزكاة بالموازنة بين أهدافه لأن كل بعد يرتبط بالأبعاد الأخرى.