يتضح جليا الدور الكبير الذي لعبته الزكاة كأحد الأدوات الهامة في المنهج التنموي الإسلامي ، ودعامة من دعائم الدولة من أجل التكافل الاقتصادي والاجتماعي، أثبتت عبر التاريخ فعاليتها الكبيرة في علاج العديد من الأزمات ذات الطابع الاقتصادي كالفقر، البطالة و أزمة التشغيل، فكانت بذلك الزكاة إحدى الركائز المهمة في دعم التنمية الاجتماعية ضمن منظومة اقتصادية متكاملة. اذ لا يجب ترك هذا الركن العظيم بدون تنظيم من طرف الدولة ، حيث نجد انه احتل اهتمام كثير من الدول العربية و الاسلامية في الفترة الاخيرة من القرن الماضي، وبالموازاة مع ذلك تم انشاء العديد من الصناديق و المؤسسات التي تتولى تحصيل الزكاة وتوزيعها ، فالتجربة الزكوية في الجزائر عرفت من خلال انشاء صندوق الزكاة تحت اشراف وزير الشؤون الدينية و الاوقاف ، وذلك من خلال الجهود المبذولة من طرف القائمين عليه و الاستفادة من تجارب الدول العربية ، كالسودان و العربية السعودية ولبنان و الكويت ...، سنحاول القاء الضوء على ، ماهية صندوق الزكاة الجزائري ، و مدى الاستفادة من التجارب الدولية المختلفة في هذا اال وإسقاطها على الجزائر والآثار المتوقعة لذلك على التنمية الاقتصادية و الاجتماعية من زيادة معدل التشغيل و تخفيض نسبة البطالة عبر تمويل المشاريع المصغرة بأموال الزكاة، ودراسة مستوى الزكاة الجزائرية المفترضة و مدى اسهامها في ذلك لو تم حقيقة تحصيلها .